ترامب يشكل حكومته الجديدة
بدأ الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في ملء المناصب الرئيسية في إدارته الثانية، مع التركيز حتى الآن على المساعدين والحلفاء، الذين كانوا أقوى داعميه خلال حملته الانتخابية لعام 2024.
وستواجه إدارته الجديدة أوضاعاً عالمية أكثر تقلباً وخطورة، مما كانت عليه عندما تولى ترامب منصبه في عام 2017، وسط الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، واصطفاف الصين بشكل أوثق مع عدوتي الولايات المتحدة روسيا وإيران.
ونستعرض أبرز الأسماء والمناصب التي جاءت في لائحة تعيينات ترامب لحكومته الجديدة، أبرزهم:
وزير الخارجية: ماركو روبيو
السياسي المولود في فلوريدا (53 عاماً)، يعد أول لاتيني يتولى منصب كبير الدبلوماسيين في الولايات المتحدة، بمجرد تولي الرئيس الجمهوري منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل.
دعا خلال السنوات الماضية، إلى سياسة خارجية قوية مع أعداء الولايات المتحدة، ومنهم الصين وإيران وكوبا. وستكون الأزمة الأوكرانية على رأس أجندته. كما أن اختياره لتولي دور سياسي رئيسي، سيساعد ترامب في تعزيز المكاسب بين اللاتينيين، وإظهار أن لديهم مكاناً على أعلى المستويات في إدارته.
ويعد من أبرز الصقور المناهضين للصين في مجلس الشيوخ، وفرضت عليه بكين عقوبات في عام 2020، بسبب موقفه المتعلق بهونغ كونغ بعد احتجاجات مطالبة بالديمقراطية.
وحسب التقارير، فإن روبيو، الذي فر جده من كوبا في عام 1962، معارض صريح لتطبيع العلاقات مع الحكومة الكوبية، وهو الموقف الذي يوافقه فيه ترامب.
وزير الدفاع: بيت هيجسيث
هيجسيث (44 عاماً)، هو أحد مقدمي برنامج “فوكس آند فريندز ويك إند” على قناة فوكس نيوز، وكان مساهماً في الشبكة منذ عام 2014، حيث طور صداقة مع ترامب، الذي كان يظهر بانتظام في البرنامج.
يفتقر هيجسيث إلى الخبرة العسكرية أو الأمنية العليا. وإذا أكد مجلس الشيوخ ترشيحه، فسوف يرث المنصب الأعلى خلال سلسلة من الأزمات العالمية ــ بدءاً من حرب روسيا في أوكرانيا والهجمات المستمرة في الشرق الأوسط، وتصاعد المخاوف بشأن التحالف المتنامي بين روسيا وكوريا الشمالية.
وزيرة الأمن الداخلي: كريستي نويم
وفق وكالة “أسوشييتد برس“، اختار ترامب محافظة معروفة واجهت انتقادات حادة بسبب سردها قصة في مذكراتها، عن إطلاق النار على كلب صاخب لقيادة وكالة ذات أهمية حيوية، لأجندة الرئيس المنتخب المتشددة بشأن الهجرة.
وستتولى إدارتها مهمة مترامية الأطراف. فبالإضافة إلى وكالات الهجرة الرئيسية، تشرف وزارة الأمن الداخلي على الاستجابة للكوارث الطبيعية، وجهاز الخدمة السرية الأمريكي، ووكلاء إدارة أمن النقل الذين يعملون في المطارات.
مستشار البيت الأبيض: ويليام ماكجينلي
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن ويليام ماكجينلي، المحامي الذي خدم في البيت الأبيض ولعب دوراً سياسياً رئيسياً هذا العام، سيكون مستشاره القانوني في البيت الأبيض.
وكان ماكجينلي سكرتيراً لمجلس الوزراء في البيت الأبيض خلال إدارة ترامب الأولى، وكان مستشاراً قانونياً خارجياً لجهود نزاهة الانتخابات، التي بذلتها اللجنة الوطنية الجمهورية خلال حملة عام 2024.
ووصف ترامب ماكجينلي بأنه “محام ذكي ومثابر سيساعدني في تعزيز أجندتنا أمريكا أولاً، بينما أقاتل من أجل نزاهة الانتخابات وضد تسليح إنفاذ القانون”.
مدير وكالة المخابرات المركزية: جون راتكليف
اختار ترامب عضو الكونغرس السابق عن ولاية تكساس، والذي شغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية خلال إدارته الأولى، ليكون مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية في إدارته المقبلة.
وكان راتكليف مديراً للاستخبارات الوطنية خلال العام والنصف الأخيرين من ولاية ترامب الأولى، وقاد وكالات التجسس التابعة للحكومة الأمريكية أثناء جائحة فيروس كورونا.
وقال ترامب: “أتطلع إلى أن يكون جون أول شخص على الإطلاق يخدم في أعلى منصبين استخباراتيين في بلادنا”، واصفاً إياه بأنه “مقاتل شجاع من أجل الحقوق الدستورية لجميع الأمريكيين، والذي من شأنه أن يضمن أعلى مستويات الأمن القومي والسلام من خلال القوة”.
المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط: ستيفن ويتكوف
ويتكوف (67 عاماً)، هو شريك الرئيس المنتخب في لعبة الجولف، وكان يلعب معه في نادي ترامب في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما تعرض الرئيس السابق لمحاولة اغتيال ثانية.
وقال ترامب إن “ويتكوف قائد يحظى باحترام كبير في مجال الأعمال والأعمال الخيرية”، وأضاف “سيكون ستيف صوتاً لا يلين من أجل السلام، وسيجعلنا جميعاً فخورين”. كما عينه ترامب رئيساً مشاركاً مع السيناتور السابق عن ولاية جورجيا، كيلي لوفلر، في اللجنة التي سيتولى تنصيبه.
سفير أمريكا في إسرائيل: مايك هاكابي
حاكم ولاية أركنساس السابق، ويعد مدافعاً قوياً عن إسرائيل. قام بالترشح دون جدوى للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري في عامي 2008 و2016.
ويأتي ترشيحه في وقت، وعد فيه ترامب بجعل السياسة الخارجية الأمريكية أكثر توافقاً مع مصالح إسرائيل، في الوقت الذي تشن فيه حروباً ضد حماس وحزب الله المدعومتين من إيران.
وقال ترامب “إنه يحب إسرائيل، وعلى نحو مماثل يحبه شعب إسرائيل. سيعمل مايك بلا كلل من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط”.
مستشار الأمن القومي: مايك والتز
والتز، ضابط الحرس الوطني المتقاعد والمحارب القديم، عضو في الكونغرس عن الحزب الجمهوري لـ 3 فترات من شرق وسط فلوريدا. خدم عدة مرات في أفغانستان وعمل أيضاً في البنتاغون كمستشار سياسي، عندما كان دونالد رامسفيلد وروبرت جيتس وزيرين للدفاع.
ويعتبر متشدداً تجاه الصين، ودعا إلى مقاطعة الولايات المتحدة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين، بسبب تورطها في أصل فيروس كورونا وإساءة معاملتها لأقلية الأويغور المسلمة.
ويأتي تعيينه في خضم أزمات الأمن القومي، والتي تتراوح من الجهود المبذولة لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، والمخاوف بشأن التحالف المتنامي بين روسيا وكوريا الشمالية، إلى الهجمات المستمرة في الشرق الأوسط من قبل وكلاء إيران، والدفع نحو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وحزب الله.
وقال ترامب “لقد كان مايك مدافعاً قوياً عن أجندتي في السياسة الخارجية المتمثلة في أمريكا أولاً، وسيكون مدافعاً هائلاً عن سعينا لتحقيق السلام من خلال القوة”.
كبيرة موظفي البيت الأبيض: سوزي وايلز
وايلز (67 عاماً)، أول امرأة تتولى هذا المركز. وهي تتمتع بخلفية سياسية في فلوريدا. وقال ترامب في بيان “لقد ساعدتني سوزي ويلز على تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأمريكي”.
ويُنسب إلى وايلز إدارتها لحملة، وصفت بالأكثر انضباطًاً والأحسن تنفيذاً، ما جعلها المرشحة الأولى للمنصب.
كما أنها ساعدت رون دي سانتيس في الفوز بأول انتخابات له لمنصب حاكم فلوريدا. وبعد 6 سنوات، لعبت دوراً رئيسياً في هزيمة ترامب له في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في عام 2024.
“قيصر الحدود”، مسؤول الهجرة: توم هومان
هومان (62 عاماً)، تم تكليفه بمهمة تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ البلاد، وهي إحدى أهم أولويات ترامب.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يُعرض على هومان، الذي خدم في عهد ترامب في إدارته الأولى على رأس هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة، منصب مرتبط بالحدود، وهي القضية التي جعلها ترامب محورية في حملته.
وكان منذ فترة طويلة مؤيداً مخلصاً لمقترحات ترامب السياسية، حيث اقترح في مؤتمر عقد في واشنطن في يوليو (تموز) الماضي، أنه سيكون على استعداد “لإدارة أكبر عملية ترحيل شهدتها هذه البلاد على الإطلاق”.
وانتقد الديمقراطيون هومان، بسبب دفاعه عن سياسة “عدم التسامح مطلقاً” التي انتهجها ترامب بشأن المعابر الحدودية خلال إدارته الأولى، والتي أدت إلى فصل الآلاف من الآباء عن أطفالهم طالبي اللجوء على الحدود.
سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة: إليز ستيفانيك
ستيفانيك (40 عاماً)، هي مبعوثة واشنطن للأمم المتحدة، وواحدة من أقوى المدافعين عن ترامب منذ محاكمة عزله الأولى. وبعد انتخابها لعضوية مجلس النواب في عام 2014، اختارها زملاؤها الجمهوريون في مجلس النواب كرئيسة لمؤتمر الجمهوريين في مجلس النواب في عام 2021.
وإذا تم تأكيد ترشيحها، فسوف تمثل المصالح الأمريكية في الأمم المتحدة، في الوقت الذي تعهد فيه ترامب بإنهاء الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا. كما دعا إلى السلام مع استمرار إسرائيل في هجومها على حماس في غزة، وغزوها للبنان لاستهداف حزب الله.
نائب كبير موظفي البيت الأبيض: ستيفن ميلر
ميلر (39 عاماً)، كان مستشاراً كبيراً خلال إدارة ترامب الأولى، ويعد متشدداً في مجال الهجرة، حيث تحدث بكل صراحة خلال الحملة الرئاسية لصالح أولوية ترامب في الترحيل الجماعي. ويعد شخصية محورية في بعض قرارات السياسة التي اتخذها ترامب، ولا سيما تحركه لفصل آلاف الأسر المهاجرة.
ومنذ ترك ترامب منصبه في عام 2021، شغل ميلر منصب رئيس America First Legal، وهي منظمة مكونة من مستشاري ترامب السابقين، تهدف إلى تحدي إدارة بايدن وشركات الإعلام والجامعات، وغيرها بشأن قضايا مثل حرية التعبير والأمن القومي.
وكالة حماية البيئة: لي زيلدين
زيلدين هو النائب السابق عن نيويورك (44 عاماً). ولا يمتلك أي خبرة في القضايا البيئية، لكنه مؤيد قديم للرئيس السابق.
وقال في منشور على إكس: “سنستعيد هيمنة الولايات المتحدة على الطاقة، ونعيد تنشيط صناعة السيارات لدينا لإعادة الوظائف الأمريكية، وجعل الولايات المتحدة رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي”.
وفي بيان، قال ترامب إن “زيلدين سيضمن اتخاذ قرارات تحريرية عادلة وسريعة، والتي سيتم تنفيذها بطريقة تطلق العنان لقوة الشركات الأمريكية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على أعلى المعايير البيئية، بما في ذلك أنظف هواء ومياه على هذا الكوكب”.