جديد مغامرات بوعريفة: رسالة العشاق في الحب و الاشتياق

هكذا ختم الرسالة.. ولكنه لم يعرف كيف يبعثها إلى من يحب.. فكّر مليا.. وقلّب الأمر من جميع أوجهه.. وفجأة جاءته الفكرة.. وكم هي عظيمة أفكاره.. وكم هي سريعة بديهته.. التي تكتنز المعارف الكثيرة.. التي أثقلت كاهل الزمن.. ولم تُثقل كاهل بوعرّيفه الألمعي.
ونفَّذ ما صمّم عليه.. فأرسل مع صديق له تلك الرسالة الجهنمية.. وبقي ينتظر الرد.. وكان بينه وبين نفسه حوار وود.. يكتنفه الغرور والجد.. فرسالة بوعرّيفه ستنزل عليها من السماء.. كأنها أمل أو رجاء.. وستلتهم الأحرف بنهم حرمان السنين.. وستعترف لأهل العبقرية الفائضة بمدى سحرهم لمخلوقات الله.. البشر ضعفاء.. ستنقاد له بسهولة ووداد.. بعد أن تسحرها أحرف الألمعي الوقّاد.. التي خطتها أنامله برزانة واعتداد.. ستندم على الأيام التي قضتها دون عبقرية العارف الحكيم.. قبل أن تتعرف عليه و”تشوفه”.. وتتطلع على مكتوبه وحروفه.. ظلّت تلك الأحلام تهيمن على فكر بوعرّيفه.. وقد طلب منه بعض الأصدقاء.. التخلّي عن الأميرة الحسناء.. وصرف النظر عن حب من طرف واحد.. ولامه العواذل من الإفراط في الاشتياق.. ونار تتلظى واحتراق…… يتبع