حوارات

ديواني الشعري يَحكي عن دواخل الأنا و الإنسان العمِيق الكَامن فينا

الشاعرة رحمة بن مدربل من العاصمة في حوار لـ”التحرير”:
ديواني الشعري يَحكي عن دواخل الأنا و الإنسان العمِيق الكَامن فينا

رحمة بن مدربل من مواليد 27 نوفمبر 1988 بمدينة حسين داي الجزائر العاصمة، حاصلة على شهادة ليسانس كلاسيكي في شعبة” علوم الإعلام و الاتصال تخصص اِتصال و علاقات عامة، كما تحصلت على شهادة الدراسات التطبيقية في ميدان الإعلام والاتصال، تَخصص تَقديم إذاعي وتِلفزيوني، إلا أن ثَقافتها و ومَكانتها لَم تَشفع لَها فَهي حالياً بدون عمل ولَم تتوظف فِي أَي مَجال رغم الوعود الكثيرة، التي أغلبها كاذبة ! . رحمة مُنتسبة إلى الديوان الوطني لِحقوق المُؤلف و الحقوق المُجاورة بِصفة مؤلفة، ومُنتسبة إلى اِتحاد الكتاب الجزائريين، أيضاً عضو التجمُع العالمي للشعراء و الأُدباء العرب.
      أَما عن الإصدارات الأدبية : تمتلك رحمة • ديوانا شعريا بعنوان ” همس بين غيمتين: حديث الأنا”،الصادر عن دار ” يسطرون” للنشر ضمن سلسلة الواحة الأدبية بجمهورية مصر العربية. كذلك إصدار جماعي مشترك بعنوان ” مشاعل جزائرية، أديبات من الجزائر العميقة” صدر عن دار أفق للنشر و الترجمة. كما شاركت في مَجموعة قصصية مشتركة بعنوان ” نكتب لنعيش الكتاب صادر عن دار إكوزيوم إيفولاي للنشر و التوزيع .
     كما شاركت في الكثير من المحافل الثقافية الوطنية و كذا العربية من بينها : • الملتقى الوطني السابع للشعر النسوي و اِحتفاء باليوم العالمي للمرأة،  • المشاركة في أمسية أدبية شعرية، مشاركتي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب وهنالك حفل توقيع كتابي الأول، ديوان شعري ” همس بين غيمتين : حديث الأنا ” بجمهورية مصر العربية.
    أما عن جوائزي الأدبية : حصلت على بعض الجوائز الأدبية الوطنية و العربية أهمها : المرتبة الثانية في المسابقة الوطنية للكتابة الإبداعية، المرتبة الثالثة في مهرجان همسة للفنون عن صنف القصة القصيرة بجمهورية مصر العربية عن قصتي المعنونة بـ ” العوانس في بيت زوجي “، كذلك قصتي ” مَوعد على الشط” المتحصلة على المرتبة الثالثة عربياً في مُسابقة القصة بجمهورية مصر العربية.
التحرير:كيف ولَجتم لِعالم الكتابة ؟ و مَا أَبرز المعوقات التي تعرضت لها في مشوارك الأدبي ؟
بَدأت الكِتابة منذ طفولتِي حيث وجدتنِي أَرتاح لِتَفريغ أَفكَاري علَى الورق فِي شكل خواطر فِي البِداية و مَقَاطع صغيرة مَسجوعة أُقلد فِيها محمود درويش و نزار قباني و غيرهم من الشعراء الكبار . كُنت أُحب كَذلك أَن أَكتب رسائل إِلى الله بِعقلية الطفلة التِي كَانت تَسكنني؛ بَعدها اِنتَقلت إِلى كِتابة القِصص القَصيرة ثُم الشعر و النُصوص المَفتُوحة بِجمِيع أَشكالها . مَا يُعيق الكَاتب فِي الغالِب هو عدم تَفهمه مِن طرف المُحيط الاجتماعي الذي يَعيش فِي كنفه، يَبدو الكَاتِب دوماً غريب الأَطوار بَين أَقرانه و أَصدقائه.
التحرير:من كَان مُدعمك ومُساندك الأَول فِي حياتك ؟ ومن شجعك على الكتابة ؟
كَانت ومَازلت أُمي هِي مَن تُدعمني فِي مَسيرتي الأَدبية حيث
تُصحح لِي مَا أَكتُبه و تُدققه لِي وتَقرأ دوماً لي، شجعتني كذلك أَحزاني الكَبيرة علَى الكِتابة؛ فِي الغالِب الحزن هُو الذي يُلهمنا الكِتابة، يَتغلغل فِي ذواتِنا ويَجعلنا شديدي الحساسية و الرهافة؛ فَنكتب كَما نتنفس !.
التحرير:ماهو تأثير المُحيط على ولوجك عالم الكتابة والتأليف ؟
كَان المُحيط الذي أعيش فيه دافعاً لِي لأَن أكتب لأنه سلبي جداً اِعتزلته لكي العيش وحدتي على الورق؛ كَانت الكِتابة صديقتِي ومَلجئي الذي أَلجأ إِليه كُلما تَعبت مِن مُنغصات الحياة و أَوجاعها .
التحرير:تخصصك فِي علُوم الإِعلام والاِتصال هل أَثر فِي حياتك الشخصية أولاً و محيطك ثانياً ؟
تَخصصي في الإعلام جعلني إِنسانة اِجتماعية بِشكل جيد تُجيد كَيف تَتواصل مَع الآخرين دبلُوماسية وَاضحة.
التحرير:ألفت ديوانا شعريا تحت عنوان “همس بين غيمتين “، حدثينا عنه ؟
ديواني “همس بين غيمتين” أول ديوان لِي نَشرته سنة 2018م، بِجمهورية مِصر العربية، يَحتوي علَى أَكثر مِن أَربعين قَصيدة مِن القطع المُتوسط، تَحكي عن دواخل الأنا و الإنسان العمِيق الكَامن فينا؛ تتحدث أيضاً عن الوطن والحب والنفس البشرية، كما يُعالج الكَثير مِن القَضايا الاِجتماعية النفسية والوطنية بِاستخدام الرمز وحضور الجانِب الأُسطوري كذلك.
التحرير:ما هي أهم القضايا التى يعالجها ديوانك الشعري ؟ وما هو دورك ككاتبة اِتجاه المُجتمع باعتبارك مرآة عاكسة له ؟
         يُعالج ديواني الكَثير مِن القَضايا النفسية و الاجتماعية، الوطنية و العربية، حيث يَحكي عن الأنا وحديثها المَكبوت و يَسترسل فِي اِستدعاء المَشاعر المُختلفة التِي يَعيشها الإِنسان فِي حياته اليومية.
     الكَاتب يُعتبر مِرآة عاكسة للمجتمع ، يَستطيع أَن يَتحدث عن المَسكوت عنه..؛ ويَكون صوت الإنسان و لِسانه. فدوري هُنا إيصال الرسائل المُميزة و العظيمَة التِي يَحتاجها كُل قَاريء، بِحيث يَجد نَفسه فِي النُصوص ويَعيشها كَذلك.
التحرير:لماذا يتوجه أغلب الشعراء لشعر الحب ؟ و ما السر في ذلك ؟
الحب عاطِفَة خالدة، وتُزين العالم كُله، لا نَستطيع أَن نَعيش بِدونه وبالتالي الشعر لَن يَخلوا مِن التَعبير عن الحب و المَحبة لأَنها ضرورية وحقيقية.
التحرير:هل تلقيت انتقادات حول مؤلفك الوحيد من طرف النقاد و من القارئ أيضاً ؟ ما هي ردة فعلك ؟
تلَقيت دراسات نَقدية راقية و مُميزة فِي دولة مِصر العربية حول كِتَابِي وكُنت مُمتنة لِذلك النَّقد هو بَوابة التَعلم؛ بواسطة الاِنتقادات التِي تَأتيني أَستطيع أَن أَطور نَفسي، وأكتب بِشكل أَفضل .
التحرير:لماذا تَوجهت إلى الشعر ؟ و هل ترين نفسك مرتاحة بهذا الصنف الأدبي؟ أم سنراك تغيرينه مستقبلاً ؟
الشِّعر حالة مِن الرقَي الذَّاتي أَعيشها وتَعيشني لَكِنني مُنفتحة علَى الأَصناف الأَدبية الأُخرى فَأَكتب القِصة وقد أَكتب الرواية لاحقاً لم لا، شخصياً أجد نَفسي مُرتاحة فِي الشِّعر طبعاً و لَكِنني لا أَحصر نَفسي فِي داخلِه وحسب.
التحرير:لك مشاركات لا تحصى فِي المُلتقيات و النشاطات، هل ترينها مفيدة لك ؟ أم هي مضيعة للوقت ويجب انتقاؤها ؟
فِي الحقيقة المُلتقيات الأِدبية تُتيح لِلكَاتِب الشاب أَن يَعرف و يَسمع فِي مِنابر أَدبية وثقافية مُختلفة، تُفيدنا أحياناً فِي بِداياتها الأَدبية لَكن لاحقاً يُصبح اِنتقاؤها واجباً علينا حتى نَتفادى تَضييع الوقت فِي السفر و المُشاركات الإِضافِية خصوصاً أَن تَكاليف السفر تَكون علَى عاتِق الأديب فَقط.
التحرير:ما الميزة التي اكتسبتيها من انتسابك لإتحاد الكتاب الجزائريين ؟ وهل من سفريات للخارج من خلالها واحتكاك بكتاب آخرين ؟
صراحة لم أَكتسب أي مَيزة، ما أُركز علَيه أنا هو النَّص و الكِتابة ربما الاِنضمام إلى اِتحاد الكُتاب يُعطيك فُرصة للتَّعرف علَى مَجموعة كَبيرة مِن كُتاب ولايتك و هذا مُهم جداً لفض العلاقات و تبادل الأفكار فيما بيننا، أيضاً سافرت مَرة واحدة إِلى مَعرض القَاهرة فِي جمهورية مِصر فِي هذه الفُرصة التي أتيحت لِي اِستطعت التَّعرف علَى كُتاب مِن دول عربية مُختلفة و الاحتكاك بِهم و الإطلاع علَى كِتاباتهم .
التحرير:  هل هناك دعم من طرف السلطات للكتاب و المبدعين في الجزائر ؟
للأسف لا أَرى هُنالك دعماً كافياً للكُتاب فِي الجزائر لأَسباب مَجهولة جعلت مِن الكَاتب يَبتعد عن الساحة الأَدبية و يَلتزم العزلة و الصمت .
التحرير:ما هي طموحاتك المستقبلية ؟
طموحاتِي أَن أَجد عملاً فِي تَخصصي الإِعلام و خصوصاً الإِذاعة لأَن صوتِي إذاعي بامتياز، أما طموحاتي الأَدبية أن أكتب رواية تَشغل بالي مُنذ سنوات سأطرحها للساحة حين أكتمل منها وأَن أَنشر مَجمُوعاتي الشِّعرية و القِصصية .
التحرير:رأينا اِختفاء رحمة عن الأنظار مُنذ أربع سنوات تقريباً  ياترى ما السبب الرئيسي ؟ وهل تفكرين بالعودة القوية ؟
اِبتعادي عن الساحة كَان لأسباب صحية أَولاً ثُم الإِحباط الشديد بِسبب الوعود الكَاذبة التِي قطعت لِي في مَا يخص التوظيف، أُفكر فِي العودة بقوة قريباً بِمؤلف جديد بإذن الله تعالى.
التحرير:هل تَحتكين بِكُتاب أَجانب ؟ و مَا الفرق بينهم ؟
أَقرأ لِكُتاب مُختلفين، لكِنني أتعامل أحياناً مَع شعراء عرب لا فَرق بينهم صراحة سوى الاجتهاد، فالنُصوص الجيدة تَفرض نَفسها على الساحة الأَدبية فَقط.
التحرير:رسالة تُوجهها لمحبيك الأعزاء ؟ وكلمة أخيرة ؟
رسالَتي هي أَنني أَعتذر عن هذا الغياب الطويل وسأعود مُجدداً إليكم بِقصائدي و نُصوصي و قِصصي، أتمنى لكم جميعاً التوفيق فِي هذا العام الجديد. و الكلمة الأخيرة دوماً للشعر التى أهديها لكم في هذه القصيدة :
اللَّيلُ حرٌ …
و الصُبْحُ الكئيبُ مِقصَلَة
القلبُ سِرٌّ …
و الكرهُ مُجرَّدُ مرحلَة
لا تمتحنْ صبْرِي
لا تنتظِر شِعري
تكفيك تلك المهزلة
يكفيك ترتيلُ الأماني
و ترديدُ الأغاني المُنزَلَة
أو تشديد السّكون على الحروف
و تشتيت الوجوه على الرّفوف
ثمَّ فاتِحةٌ و قبْلَها بسمَلَة
على قبرك …
الخوفُ يمْضِي
الصَّمتُ يبقى
و انتحاباتُ الأسئلة .
حاورها جلال  مشروك

زر الذهاب إلى الأعلى