سفير فلسطين لدى الجزائر السيد أمين مقبول يصرح لفوروم التحرير: التطبيع الإماراتي مع إسرائيل طعنة في الظهر الفلسطيني وتخلي العرب عن قضيتهم
- الأستاذ هشام تواتي: هذا التطبيع يندرج ضمن سلسلة تنفيذ مشروع الشرق الوسط الجديد.
- الأستاذ الأمين مصباحي: الإمارات ودول الخليج لايستطيعون الخروج عن الإطار العام الذي رسمته لهم الولايات المتحدة الأمريكية.
- الأستاذ العربي بريك: التطبيع ظلم كبير يقع على الفلسطينيين وقفز على حقوقه في بناء دولته.
تسارعت في الآونة الأخيرة وتيرة تطبيع العلاقات العربية مع دولة الكيان الصهيوني مما يعتبر طعنة في الظهر الفلسطيني وتخلي على قضية العرب الأولى قضية تحرير فلسطين بالأمس كانت دول الطوق مصر والأردن أول المطبعين واليوم الإمارات العربية المتحدة ناهيك عن العلاقات السرية لدول الخليج العربي والسودان، والتي سوف تشهد التطبيع العلني في المستقبل في ظل صمت عربي رسمي وشعبي صادم فالعرب إلى أين.
فعبر لهاتف يستضيف فوروم التحرير سفير فلسطين لدى الجزائر الأستاذ / أمين مقبول ، وعبر قناة يوتوب التحرير والفايسبوك يستضيف الفوروم كل من السادة : هشام تواتي أستاذ مهتم بشأن الفلسطيني والدكتور محمد الأمين مصباحي أستاذ الاقتصاد بجامعة حمه لخضر بالوادي ، من أجل مناقشة موضوع التطبيع الإماراتي الاسرائيلي وتداعياته.
– وفي كلمة سعادة سفير فلسطين بالجزائر عبر الهاتف حول الخطوة المتخذة من طرف الإمارات حول التطبيع مع اسرائيل والموقف الفلسطيني منها حيث يعتبر ما قامت به دولة الإمارات ما هو الا طعنة في الظهر الفلسطيني والقضية الفلسطينية إضافة الى أنها قفز على كل القرارات الصادرة من طرف القمم العربية ومبادرة السلام العربية التي تقر بحق الشعب الفلسطيني في الحرية وقيام دولته بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة اللاجئين ولا سلام مع دولة الكيان الاسرائيلي إلا إذا اعترفت إسرائيل بالحق الفلسطيني والعربي بما فيها تحرير كل الأراضي العربية المنحلة بما فيها الجولان السوري إلا أن الحكومات المتعاقبة لدولة هذا الكيان الغاضب تتماطل وتتوسع في إقامة المستوطنات ضاربة عرض الحائط بكل القرارات الدولية.
وما أقبلت عليه الإمارات يعد ضعفا ما قامت به كل أشكال التطبيع التي قامت ولا يفيد الإمارات في شيء إلا أنها رسالة موجهة إلى الشعب الفلسطيني بأن يتوحد ويعتمد على نفسه لأن بعض العرب تخلوا عنه وأيضا هي تدخل ضمن الضغط على الشعب الفلسطيني ووضعه أمام الأمر الواقع في القبول بما يسمى بصفقة القرن والشعب الفلسطيني يشهد حصارا لم يسبق له مثيل في رفع الدعم المادي عليه وتوقيف كل المساعدات المالية بدءا من نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس وإخراج مكتب منظمة التحرير الفلسطينية من واشنطن كل هذه ضغوط خارطة مدروسة تنفذ مع الزمن في تصفية القضية الفلسطينية والاستسلام الكلي والتنازل عن الحقوق المغصوبة للشعب الفلسطيني.
وفيما يخص الوضع الفلسطيني الداخلي وموقف الفرقاء الفلسطينيين يوضح سعادة سفير فلسطين بأن كل الحركات السياسية داخل فلسطين موحدة إزاء ما يحدث الآن من خيانة ومؤامرة ، فهم يدينون هذا التطبيع وهم ملتفون كرجل واحد حول قضيتهم وسوف يكون في القريب العاجل للأمناء العامين للحركات السياسية الفلسطينية لقاءات لمناقشة الموقف والتطورات الحاصلة.
ويواصل سعادة سفير تدخله عن الموقف العربي المتفرج أو المساند، ويقول كنا نتمنى بأن يكون الموقف العربي قوي وحاسم وصارم ولكن للأسف هناك دول مؤيدة وأخرى جبانة وهذا راجع إلى الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة على الدول العربية، فنحن نحترم كل من أدان هذا التطبيع وكل من تمسك بقرارات القمم العربية والدولية التي لا ترى هناك أي عملية سلام دون إقامة دولة فلسطينية على أرض الرابع من حيزران سنة 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وعن موقف الجامعة العربية يقول سعادة السفير ، هو موقف الدول والذي لا نرى فيه ما نريد وهو موقف ضعيف ومتراجع يكشف بأنه لا يخرج عن الإطار العام لمواقف بعض الدول العربية.
ويضيف أما موقف الجزائر فهو موقف مشرف وداعم للحق الفلسطيني وهي لا تعترف بدولة إسرائيل كما أنها تقف رأس حربة لهذا التخاذل والضعف العربيين وهذا موقف مشرف للجزائر نحو وفائها للقضية وتقرير مصير الشعب الفلسطيني.
– أما الأستاذ هشام تواتي فيرى أن مسار التطبيع الجديد يدخل ضمن اطار تصريح الوزيرة السابقة للولايات المتحدة الامريكية كوندا ليزا رايس في ما يسمى ” مخاض لولادة شرق أوسط جديد” وسوف يختم بما يسمى صفقة القرن وهذا كان منتظرا منذ أيام وعد بلفور وسايكس بيكو ، كل ما في الأمر أن هذه العلاقات خرجت للعلانية بعدما كانت سرية بين حلفاء اسرائيل من الأمريكان وحكام العرب ،والكل يعرف التنازلات والقفز على حق الشعب الفلسطيني ولا يهمهم في ذلك رأي فلسطين بل رأي دول الخليج ومصالح حكامهم في البقاء على كراسيهم ونهاية هذا التطبيع ، هو في صالح الكيان الصهيوني ولن يكون له أي نتيجة ايجابية للفلسطينيين عكس ما يدعيه الخطاب السياسي الرسمي للإمارات العربية المتحدة وأبواق المنبطحين الداعمين لهذا التطبيع. وعلى العموم كل هذا يندرج في تصفية القضية الفلسطينية الأساس وبما فيها قضية حق العودة ، وعن الاتفاقيات ما يسمى بالسلام السابقة وما حققته الدول المطبعة مثل مصر والاردن ما هو إلا لتغطية دابر الخيانة والاستسلام حيث يُخرج الأستاذ هشام تواتي القضية عن سياقها التاريخي من عهد الدولة العثمانية وما شهدته المنطقة من تفكيك بعد الحرب العالمية الأولى هو اقامة دولة اسرائيلية ثم جر كل دول الإقليم للاعتراف بها والقبول بالواقع المفروض بالقوة . والآن نشاهد كيف يتم ذلك وخاصة مع دول الطوق بزعزعة استقرار المنطقة واللعب على نقاط الضعف وذلك بإذكاء روح الفتنة والتفرقة بين الأشقاء على أساس مذهبي وأثني.
– بينما يذهب محمد الامين مصباحي أستاذ الاقتصاد بجامعة حمة لخضر بالوادي الى أن منطقة الخليج العربي تخضع إلى المظلة الأمريكية منذ أن رفعت بريطانيا وفرنسا الانتداب على الشرق الأوسط وبالتالي فإن دولة الإمارات ومن خلفها دول التعاون الخليجي لا يستطيعون الخروج عن الإطار العام الذي ترسمه الولايات المتحدة الأمريكية لهم ، وحسب رأي الأستاذ محمد الأمين مصباحي فأن ما تشهده الإمارات من قفزة نوعية في معدل النمو الاقتصادي وعدم اعتمادها على البترول إلا بنسبة 20 % يرجع إلى التبادلات التجارية والخدماتية وإلى التعاملات المالية مع اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والشركات التي تسير من خلال الحركة الصهونية في الأسواق العالمية.
فعملية الهدم والتفكيك في المنطقة والتي أسقطت دولا بحجم العراق وسوريا وتحديدا في دول المنطقة العربية في اتخاذ الخطوة التي أقدمت عليها الإمارات التي هي تحت رحمة الحركة الصهيونية ، فليس هناك اعتبار آخر بالنسبة للإمارات ومن سيلحقها في التطبيع مع دولة اسرائيل إلا العامل المالي وأسقطت كل الاعتبارات الأخرى ولذلك نجد أن العلاقة مع إسرائيل مرتبطة ارتباطا وثيقا وسريا من خلال المكاتب التجارية في دول التعاون الخليجي: قطر والإمارات والبحرين والسعودية وحتى السودان وسلطنة عمان لا تستثنى من هذا وهي في طريقها إلى التطبيع واتخاذ نفس الخطوة على منوال الإمارات.
ويواصل الأستاذ الأمين مصباحي حديثه عن المنفعة من هذا التطبيع كما تدعيه الأطراف المطبعة مع إسرائيل بأن المنفعة هي أحادية الجانب والمستفيد الوحيد هي اسرائيل وإذا كانت الإمارات العربية المتحدة ترى بأن هناك فوائد مالية سوف تربحها لنفسها او لفلسطين فهم واهمون .
فإسرائيل دولة نووية والولاية المتحدة وما قامت به من ضغوطات على الدول العربية هو حماية لإسرائيل.
– وفي تدخله الأستاذ العربي بريك مدير جريدة التحرير ، حول ما يجري الآن على مستوى التطبيع يرى أن هناك ظلما كبيرا وقع على الفلسطينيين وذلك في طي القضية والقفز على حقوق الشعب الفلسطيني دون حفظ حقوقه والتنازل الطرف الآخر عن الاستيطان، فهناك مشكل في الوعي السياسي العربي فعمر الاستعمار الإسرائيلي الآن هو سبعون سنة مقارنة بالاستعمار الفرنسي الذي دام قرن وثلاثون سنة، ومع ذلك خرج المستعمر ذليلا منكسرا وانتصرت الجزائر ، فعنصر الزمن ليس مهما يقول الاستاذ العربي بريك ، وسياسة القمع والتهجير وفرض أمر الواقع تدل على ردات فعل جبانة وخوف لأنها دولة سريرية تعيش على الدعم الامريكي والغربي وسياسة الترامب في تعامله مع المنطقة كان هو رجل أعمال يريد أن يخدم بلاده اقتصاديا ويتخلص من العبء والفاتورة المالية التي تنفقها على هذا الكيان، وبالتالي تريد دمج اسرائيل في الفضاء العربي والتطبيع مع دول الاقليم، وهذا لن يتحقق لعدة عوامل وأسباب التاريخية والدينية والثقافية وتبقى اسرائيل الكيان غير مالتجانس اقليميا ولذلك هي تعمل جادة في إضعاف دول الجوار حتى تبقى في أمان لأن تقدم دول الإقليم هو تهديد مباشر لهذا الكيان الغاضب.
اعداد/ أحمد ديدي