فوروم التحرير

فوروم التحرير يناقش: الصناعة التقليدية في بلادنا .. واقع وآفاق

– مدير الغرفة بشير طهراوي: نسعى إلى استقطاب السياح من خلال منتوج الصناعة التقليدية

– علي مناعي: إذا أردنا النهوض بالصناعات التقليدية بولايتنا علينا التركيز على ما يميز الولاية عن غيرها كالنقش على الجبس

– مصطفى قماري: الوادي ستشهد ثلاثين مشروعا سياحيا بطاقة 3290 سريرا

الصناعات التقليدية أصبحت مرتكزا من مرتكزات الاقتصاد إلى جانب السياحة والخدمات الفندقية، وفي بعض البلدان قطعت شوطا كبيرا في المضي والاستثمار في هذا الجانب، مما جعلها تكون رائدة في فرض منتوجاتها على الاسواق المحلية والدولية.

وبلادنا ما زال اقتصادها خارج مجال المحروقات ضعيفا أو يكاد يكون معدوما ، ولهذا فالبحث عن بدائل دائمة ومستمرة خارج إطار الاقتصاد الاحفوري مهم واستراتيجي نظرا لما تزخر به الجزائر، من تنوع اقتصادي ومنها الصناعات التقليدية بكل أنواعها ..

ولمناقشة هذا الموضوع في فوروم التحرير يحضر معنا كل من بشير طهراوي مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف والسيد علي بن طالب رئيس ديوان السياحة والصناعات التقليدية وكذلك العيد محمود رئيس ديوان السياحة والصناعات التقليدية بقمار وعلي مناعي متخصص ومهتم بالصناعات التقليدية والحرف، ومصطفى قماري رئيس مصلحة بمديرية السياحة بالوادي والحرفي علي باي، وقد أدلوا بأرائهم في هذا الموضوع. وهذه خلاصة تلك الأراء….

مدير غرفة الصناعة والحرف بالوادي:هناك عزوف عند الحرفيين عن النشاط عن واقع الصناعة التقليدية ومستقبل الحرفيين بالوادي شرع السيد بشير طهراوي مدير غرفة الصناعة والحرف بالوادي مبتدئا تدخله في الواقع الحالي للصناعة التقليدية للغرفة بولاية الوادي والتي تضم ثلاث دور للصناعة التقليدية هي الوادي وقمار وجامعة؛ هناك عزوف عند الحرفيين عن النشاط في هذا المجال وقال : حتى أكون صريحا، هناك تفريط من الطرفين الغرفة والحرفيين. بالنسبة للغرفة في ما مضى لم يكن للغرفة الكثير لتقدمه للحرفيين خاصة فيما يخص التكوين أو المرافقة وكذلك ضمان حصة السوق للحرفي، وعن دور الغرفة هو يقوم على مرافقة وتطوير الحرفي في طريقة الانتاج وامداده بالآليات اللازمة للانتاج كالمهارة عن طريق ورشات وفي نفس الوقت ضمان للحرفي قــنوات تسويق منتوج الحرف من ناحية وخلق نقطة استقطاب سياحي للولاية من خلال المنتوج التقليدي الذي يطبع هوية المنطقة وبالتالي يستقطب السياح للولاية وهذا ما نسعى إليه كإدارة غرفة الصناعة التقليدية بالوادي، للعمل عليه وتطويره وكذا توطيد الرابط مع الحرفيين ومحاولة الاطلاع على أهم العراقيل والمساهمة في توفير الحلول والتكييف مع الاجراءات التي تنظم  عمل الحرفي ورغم الجهود المبذولة ما زالت النتائج متواضعة جدا سواءً على مستوى الانتاج أو على مستوى النوعية نظرا لعدة ظروف لكن مازلنا لحد الآن نقوم بمحاولات لتصدير بعض المنتوجات الحرفيين ولو انها بدائية نوعا ما، وذلك في إطار ضمان أن نضمن فتوات تسويق منتوجات الحرفيين فالمشكل الاول للحرفي هو البحث عن أسواق للتسويق حتى نضمن الديمومة والاستمرارية للصناعات التقليدية. فمنذ تولي منصب مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالوادي تلقينا أول مشكل هو عزوف الحرفيين للأسباب المذكورة سالفا، عدم وجود تسويق لمنتوجاتهم وفي هذا الاطار نحن نقوم عن طريق علاقات شخصية من أجل تسويق بعض المنتوجات بموافقة المديرية العامة و في نفس الوقت تم استحداث أروقة صناعة تقليدية وهو مجال تسويق مجاني للحرفيين تتكفل به الغرفة وذلك باستقبال منتوجاتهم ونضعها في قاعة للعرض، وفي نفس الوقت قامت الغرفة مؤخرا بافتتاح محلات الصناعة التقليدية والتي تقدر بتسعة محلات. استفاد منها الحرفيون بمختلف الانشطة، وتيمنا بالجارة تونس في نسخ تجربتهم فيما يخص اقامة نقاط بيع المنتوجات التقليدية سواء إن كان على مستوى الأكلات التقليدية أو اقتناء تذاكر تقليدية للمنطقة…. والتجربة في بدايتها والاقبال عليها ما زال ضعيفا نظرا لحداثتها.

  • العيد محمودي: الشباب عازف على الصناعة التقليدية لأنها غير ملبية لحاجاته المعيشية

وفي نفس السياق عن عزوف الحرفيين عن النشاط في الصناعات التقليدية يوافق السيد العيد محمودي رئيس ديوان السياحة والصناعة التقليدية بدائرة قمار ولاية الوادي مدير الغرفة، عن أسباب العزوف ويضيف على أن المردود ضئيل نظرا لمزاولة الشباب إلى الأعمال التجارية بدلامن الصناعات التقليدية التي لا تلبي حاجاته اليومية المعيشية ما عدا بعض الحرف كالنقش على الجبس التي بقيت متواصلة لأن لها مدخول وعائد مالي يفتح باب رزق للعديد من الحرفيين. أما الذين يمتهنون النقش على الجبس والنشاطات الموازية كالنسيج والصناعات السعفية ما زالت متعثرة ولم تحقق المستوى المطلوب نظرا لقلة عائداتها غير ملبية لحاجيات الحرفيين. ورغم ذلك هناك مساهمات للنساء الماكثات في البيوت ونحن بدورنا كديوان سياحي نقوم بمساعدتهن من أجل التسويق ، حيث أن هذه الفئة من النسوة يقمن  بصناعات تقليدية متنوعة كنسج الزرابي وغيرها من المنسوجات الأخرى ولو بشكل بسيط ونحن في بلدية قمار نقوم بعدة مهرجانات  خاصة بالتراث والصناعات التقليدية كي نمنح الفرصة للحرفيين في مجال الصناعات التقليدية بيع منتوجهم وكذلك لدينا على مستوى الديوان السياحي لبلدية قمار نقطة بيع المنتوجات الخاصة بالصناعة التقليدية؛ ولدينا أيضا متحف وهو على الطريق الوطني وهو قبلة الزوار إلى جانبه مركز ثقافي مما يخلق حركية لدى الزوار مما يسهل عرض الصناعات التقليدية وتسويقها مع أخذ كل المبادرات التي بدت تظهر من طرف مبدعين شباب بعد احتكاكهم بالاخوة التوانسة وتكوينهم من خلال ورشات.

  • علي بن طالب: نحن بصدد إرجاع مكانة الزربية السوفية وطنيا وعالميا

وعن تجرية الديوان السياحي والصناعة التقليدية بمدينة الوادي عاصمة الولاية يقدم السيد بن طالب علي رئيس ديوان السياحة والصناعة التقليدية بالوادي، تجربته بقوله الديوان حديث النشأة ولنا برنامج ثري يتميز بالتركيز على الصناعة التقليدية وذلك من أجل جمع كل الاشياء الجميلة،حتى لا تندثر وتشجيع الشباب على أخذ المبادرة في إحياء هذه الصناعات التي كانت في الوقت القريب تزدهر بها أسواق الوادي والتي شهدت في المدة الأخيرة تراجعا كبيرا هذا مما حفزنا على المضي في إحياء هذه الصناعة التي تعتبر جزءا من هويتنا الثقافية ونحن الآن بقدر الامكان نجمع كل الحرفيين داخل هذا الديوان، وذلك لإعطاء الفرصة لكل المبدعين بطرح انشغالاتهم ومشاكلهم والبحث سويا عن الحلول إلى جانب ذلك أنشأنا قاعة كبيرة لعرض أي منتوج للصناعة التقليدية السوفية واستقطبنا الكثير من الحرفيين من داخل الولاية، وأمددناهم بالامكانيات المتاحة ووفرنا لهم الجو الملائم كالمواد الأولية ونحن بصدد إنشاء معرض خاص للزربية السوفية لأن هذه الزربية معروفة عالميا بجمالها وبمكوناتها الصوفية ودقة نسجها نوعا وكيفا وذلك بارجاع المكانة الخاصة بها.

  • علي مناعي: مشكل الصناعات التقليدية ينحصر في عامليْ التركيز والتأطير

ويرى علي مناعي الناشط المعروف في خلق بدائل لا سيما فيما يتعلق بالمواد الغذائية الطبيعية من مشتقات التمر وعملية تقطير المواد العطرية واستعمالاتها في التطبيب والتطهير، يرى أنه لا توجد دولة من دول العالم لا تضع في استراتيجياتها الصناعة التقليدية كمحور من محاور الاهتمام الاقتصادي فالحرف والصناعات التقليدية ولو كانت تنتج من طرف الآلة، لأن النموذج الأول المتَّبع هو يدوي أي النموذج الأول المصنوع باليد يتحول من تقليد إلى صناعي وبذلك الشيء التقليدي هو المنطلق في كل شيء؛ ولو سلطنا الضوء على الصناعات التقليدية نجدها في مجالات مختلفة صناعة تقليدية في الغذاء صناعة تقليدية في اللباس صناعة تقليدية في العمارة وفي كل المجالات المتعلقة بنشاط الإنسان ويواصل الاستاذ علي مناعي تدخله متفائلا بالصناعة التقليدية كونها منتشرة بشكل كبير والذي ينفصل ،حسب رأيه.. في عاملين إثنين هما التركيز والتأطير معللا ذلك بوجود منتوجات تباع في السوق مصنوعة باليد ولكن لا صلة لها بالصناعة التقليدية، فالحرفي يخضع لمتطلبات السوق سواءً تعلق بالملابس التقليدية وهي مصنوعة وليست مؤطرة في إطار الصناعة التقليدية ، ويرى كذلك بأن هذا الشيء لا يمكن كبحه لأن الناس تسترزق منه، فلا نستطيع أن ننزع القندورة المخالفة للنمط المحلي والتراثي لأنها مطلوبة في السوق وإذا أردنا أن نعمل صناعة تقليدية ناجحة واستراتيجية علينا التركيز على أشياء تميز المنطقة، ولا توجد في مناطق أخرى، مثلا مشروع النقش على الجبس وتعتبر الوادي قطبا فيه مقارنة مع بقية المناطق؛ ولكن مشكل الحرفيين في هذا المجال هو التأطير لا توجد مؤسسات تؤطر هذه الحركة المهنية الحرفية… كااشركة… مثلا حيث تقوم بتوظيف الحرفيين وهي التي يكون على كاهلها البحث عن المشاريع والأسواق وهذا لا يأتي للحرفي الفرد بأن يقوم به وبالتالي انشاء شركات وتعاضديات ضروريٌّ، من أجل تنظيم وتأطير العمال الحرفيين حتى يتسنى لهم ولحرفتهم الاستمرارية والعمل والاستفادة من عائدات منتوجاتهم؛ ويستطرد علي مناعي في طموحه للمعوقات التي تعترض نجاح الصناعة التقليدية والمتمثل في عدم وجود مكاتب دراسات التي تدخل في دراساتها، فيما يتعلق باليد الحرفية وما يتعلق بالوسيلة الحرفية لأن الانجازات الاساسية التي تنجزها الدولة، هي الناتجة من مخطط ودراسة ومن صفقة، فالحرفي يجد صعوبة في تصنيف حرفته ومنتوجه من خلال التواصل مع هذه المكاتب الخاصة بالدراسات ومع السوق، فنحن في حاجة إلى مقاولات الصناعة التقليدية التي تعتبر غائبة أو شركات استغلال المادة الحرفية .

  • علي باي: مقارنة بما مضى ،الصناعة التقليدية تراجعت كثيرا

علي باي حرفي تقليدي منذ الخمسينات وهو يتحصر على ما آلت إليه الصناعة التقليدية بالوادي بعد أن عاشت عصرها الذهبي والتي يعتبرها الحرفي علي باي مصدر رزق للكثير من العائلات السوفية وهي تعتبر في المرتبة الثانية بعد التمور في الدخل المالي للمنطقة ورغم تقدمه في السن مازال عمي علي باي يعشق هذه المهنة ويبدع فيها خاصة في صناعة الزرابي التي يجيد صناعتها والإبداع من خلال عدة تصاميم ويذكر ذلك التاريخ الذي كانت فيه الزربية السوفية بجمالها وبموادها الطبيعية المصنوعة من الصوف الخالص ، وعن واقع  عمل الحرفي، في ذلك يتحدث عمي علي : إن الانتاج وفير نظرا لليد العاملة والمهارة سواء تعلق بدور صناعة الزرابي والتي تجاوزت السبعين عاملا مؤهلا في صناعة الزرابي وكذلك الصناعات التقليدية التي تصنعنها النسوة في البيوت ومساعدة الدولة عن طريق شركة SAP التي كانت تشتري منتوجاتهم وتقوم هي بتسويقها وكذلك المعارض التي تنشأ في المدن الكبرى… مواد النسيج سواء تعلق بالخيط أو الصوف… ومازال عمي علي يعمل في بيته ويطور في أداء حرفته وهو مستعد بأن يعرض منتوجاته في أروقة غرفة الصناعة التقليدية بالوادي ويقدم تجربته في تعليم الحرفيين حياكة صناعة الزرابي والأفرشة التقليدية.

  • مصطفى قماري:الوادي قطبا سياحيا مهمّا تستقطب 80.000 سائح سنويا

ويتحدث السيد قماري مصطفى رئيس مصلحة بمديرية السياحة لولاية الوادي، بقوله، الوادي تعتبر قطبا سياحيا نشط مدة كبيرة من الزمن إلا أن ما مرت به بلادنا في العشرية السوداء من عنف وإرهاب أثر سلبا ومباشرة على الصناعة السياحية في بلادنا، ومؤخرا بدأ الانتعاش من جديد وتطورٌ،الآن، كبيرٌ تشهده الولاية في هذا المجال وذلك من خلال الحركة التجارية والنشاط السياحي من خلال الوافدين من داخل الجزائر ومن خارجها، وكذلك النهضة الاقتصادية الكبرى التي أعطت حركة كبيرة للولاية تجاريا وفلاحيا مما حرك القطاع السياحي بالولاية، وبالطبع مديرية السياحة بولاية الوادي تقوم بمساهمة فعالة في تطوير الصناعات التقليدية وذلك من خلال المعارض التي تقوم بها في الاشهار للمنتوج التقليدي، ثم لا يخفى عليكم بأن تضم في الحظيرة الفندقية إحدى عشرة مؤسسة فندقية بطاقة استعاب 1495 سريرا وهناك ثلاثون مشروعا سياحيا، في المدى القريب يوجد فندقان في طريق الاستغلال وستوجد خمسة في السنة المقبلة بطاقة استيعاب 758 سريرا، و ثلاثون  مشروعا سياحيا بطاقة 3290 سريرا… وهذا فخر للولاية ناهيك عن المراقد التي عددها 30 مرقدا وهي في الإعداد مستقبلا في الدخول إلى الحظيرة الفندقية، وهناك حركة جد معتبرة للسياح الذين يقدر عددهم هذه السنة بحوالي 80.000 سائح منهم 15.000 سائح أجنبي وكذلك بالنسبة للسياحة، الوفود من خلال زوار الغزالي الذهبي وكذلك  بالنسبة للوكالات السياحية هذه كلها مرافق بإمكانها أن تخلق حركة سياحية نشطة مشجعة مستقبلا، لأن الوادي بها ما يميزها عن غيرها من المدن في طابعها المعماري وفي نمط الفلاحة التقليدية وأقصد الغوط وفي منتوجاتها ويرجع الأمر إلى الوكلات السياحية استقطاب السياح من خلال الصناعات التقليدية وتجربة الغزال الذهبي رائدة في هذا المجال.

وفي عودة إلى مدير غرفة الصناعات التقليدية بالوادي عن مشكل العزوف الحاصل من طرف الشباب بالنسبة لحرف الصناعة التقليدية وعدم وجود رصيد مالي أو قرض مصغر، من طرف المؤسسات المالية الداعمة وعن الحلول المتاحة في مساعدة الشباب، يقول: أنشأنا سوقا الكترونيا للتسويق باللغة الانجليزية والهدف منه هو  التعريف  بالمنتجات وتسهيل عملية البيع لزوار الموقع ؛والشيء الصادم أنه ليس هناك منتوج نوعي نستطيع أن ننافس به وكذلك ضعف المنتوج من حيث العدد والتنوع وهناك جائزة وطنية تنافسية نحو أحسن منتوج تقليدي، وللأسف في الوادي لا نجد ما ننافس به.

وبخصوص الصناعات الغذائية التقليدية الطبيعية والخطورة الحاصلة سواء تعلق الامر بالامن الغذائي يضيف علي مناعي بقوله الخطر هو أننا نفقد أمننا الغذائي نتيجة الرفاه فليست لنا ثقافة التدابير المنزلية في كل منتوج غذائي، مع أن التدابير المنزلية مبنيٌّ عليها اقتصاد في عدة مجتمعات فالشاميون مثلا يصنعون أغذيتهم الطبيعية بأيديهم كالمخللات والمربى والزيوت وتشريح المواد وتجفيفها كالرمان والتين والطماطم وغيرها… كلٌّ يُخدم في وقت الموسم وتكدس وتؤكل على مدار السنة في وقت الندرة.

ويضيف:أنا عندي دراسة بخصوص التدريب على التدابير المنزلية فابإمكاننا تكوين دورات تدريبية… والسيد المدير ورؤساء الدواوين موجودون وأنا تحت تصرفهم في هذا المجال؛ والأمر أيضا متعلق بمواد الزينة الطبيعية التي تنفع المرأة ولا تضرها.

وفي الأخير أجمعَ ضيوف الفوروم على أن النهوض بالصناعة التقليدية وتطويرها لا يكون إلا بضبط هذا القطاع وتأطيره، وحشد اليد العاملة الحرفية الماهرة ومساعدتها على تأطريها وتسويق منتوجاتها.

ديدي أحمد

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى