فوروم التحرير

مركز التعليم المكثف للغات قريبا بالوادي وإشكالية تعلم اللغات في الجنوب

11017676_1619185801633417_5308890365669082734_n 11401066_1619185824966748_4172912413725953076_n 11377207_1619186138300050_8781675461248275662_n

نظرا للضعف الذي يعاني منه الطلبة في تعليم اللغات نظمت جريدة التحرير فروما بعنوان  اشكالية تعليم اللغات في الجنوب حضرت مجموعة من المختصين الذين أثروا الموضوع وهم عمار مصطفاوي مدير مركز التعليم المكثف للغات من جامعة الشهيد حمه لخضر ،جوادي نور الدين المنسق البيداغوجي لمركز التعليم المكثف للغات ،قدة محمد الطاهر مدير مدرسة خاصة للغات ،وصيف خالد عبد اللطيف مدرب لغة انجليزية ،عبد اللاوي عبد الله منسق اداري في شركة الاستيراد بيزيد يوسف أستاذ ثانوي قدودة مبارك استاذ متقاعد

الضعف اللغوي في تعلم اللغات في الجنوب له مرجعية تاريخية

اشار جوادي نور الدين الى الضعف في التكوين اللغوي  في منطقة الجنوب  على ان له مرجعية تاريخية ، حيث ساهمت أشياء عدة في تدني المستوى  اللغوي  وتحدث عن تجربته في الصين  على ان هناك بقدر ما هو موجود نقص في مستوى اللغة الاجنبية  اكتشفوا ان أهل الجنوب  لهم القدرة على استيعاب اللغات الاجنبية  بسرعة فائقة  ومتفوقون جدا في اقسام تعليم اللغات  في الصين وروسيا ، اهم نقطة يمكن الانطلاقة منها وضع استراتيجية  ومنهجية معينة  لتعميم اللغات الاجنبية  في الجنوب  وان قضية التوجه حاليا لتعلم الانجليزية بدل الفرنسية  وكون الوادي منطقة تجارية   حيث أن التعامل مع فرنسا تراجع كثيرا  وأصبح التوجه  إلى دول اسيا بصفة عامة وهذه الدول تقريبا تتعامل باللغة الانجليزية وطلاب الجنوب اصبحوا يتوجهون نحو دولة ماليزيا  بسبب النشاط الاقتصادي في المنطقة

الطالب في الجنوب معوق في اللغات

وأضاف قدة محمد الطاهر وتحدث عن الضعف في اللغات بسبب نقص المراكز الثقافية والتوعوية وضعف في البرامج والاطارات كما أن الاساتذة لم يتكونوا على الطريقة التي يحفزون بها الطلبة ويفتحون لهم آفاقا ترغيبية، فالطالب السوفي منذ البداية متقوقع  ولا يحس بان هناك حوافزَ ونوافذَ تفتح له المجال  بل يجب تحفيزه على ان تكون طموحاته اكبر. والضعف قد يكون في البرامج وقد يكون في الادارة المشرفة ويجب أن يكون هناك احتكاك لبناء جسور ثقافية واجتماعية واقتصادية، ولما تفتح الآفاق على منطقة الوادي ويمكن للطالب ان ينجح في دراسته وينتقل من مستوى الى آخر بطريقة عادية ولكنه معوق في اللغات حيث ان الاساتذة مقيدون ببرامج وتفتيش وساعات عمل وليسوا مربوطين بهدف، وعند اهمال المعطيات تضيع النتائج والطالب المتفوق في اللغات فقط في حل التمارين وليس جيدا ان تتناول اللغة من الجانب النحوي بمعنى نقص المراكز الثقافية التي تعتني باللغات اما المراكز الموجودة ترعى فقط جانب الكتب والطباعة واشار الى تجربته في خلق التحفيز وتقديمها بطريقة جيدة حتى يستوعبها،  حيث ان الاستاذ يجب ان يكون له مجذاف داخلي  يحركه ومثابرة كبيرة حتى لا يفشل لأنه يجد نفسه في مجتمع يغلب عليه الطابع المادي في كل شيء والطالب الآن يكفي ان تحل مشكلة العلامة وبالتالي تحل مشكلة اللغة بالنسبة اليه ولكن الاجدر البحث فيه عن الروح القتالية في مجال اللغة والاستاذ في المدرسة الحديثة منشط وليس مدرسا وليست المشكلة فقط في الجنوب وعليه يجب تشخيص العوامل

الجانب الشفوي مهمش في تعلم اللغات

ومن جهته رأى وصيف عبد اللطيف  ان الضعف في اللغات يرجع الى فلسفة تعلم اللغة الاجنبية فكل مادة من المواد لها فلسفة في التعلم والخلل يكمن في تعليمها بطريقة واحدة كحل التمارين …الخ ولكن اللغة منطوقة قبل ان تكون مكتوبة واللغة كلام والكتابة اختراع وليست فطرية عند الانسان ولكن يجب التعامل مع الطالب بالتركيز على اللغة اكثر من البرنامج الدراسي وبما ان الجانب الشفوي مهمش في المدرسة وخلق حواجز لتعلم اللغة في حين ان في المنظومة التربوية يجب فتح المجال للجانب الشفوي لأنه يحفز الطلبة على ان يتكلموا وبإعطاء قيمة للتعبير الشفوي سيحل مشكلا كبيرا وأضاف قدة أن في اللغة هناك جانب اكتساب وهو أهم من التعلم لان الجانب التعلمي لا يتجاوز 20 بالمئة من اللغة سواء كان نحوا أو قواعد و الأستاذ الناجح هو الذي يوفق بين الجانب الاكتسابي والتعلمي كما يجب تدريب على اللغة وليس تعليم اللغة فالطلبة في معهد البحث يتدربون على اللغة بطريقة مختلفة تماما عما كانوا يتلقون فنظام التدريب هو نظام جديد استفاد من العلوم الحديثة وعلوم البرمجة والتعليم المسرع وبالتالي دخلت عدة متغيرات جديدة في اكتساب اللغة وعلى الاستاذ ان يفهم ذهنية الطالب في تلقي اللغة

المنظومة التربوية لها دور في ضعف  تعليم اللغات

كما اضاف عمار مصطفاوي تم انشاء مؤخرا مركز تعليم المكثف للغات بالإضافة الى المدارس الخاصة التي تعتبر روافد كما اشار الى الاشكال الموجود في المنظومة التربوية في البرامج والاداء والطرفين المرسل والمتلقي والرابط بينهم التواصل أي المنهج المعتمد في تعليم اللغة وتكلم عن تجربته الخاصة في تعلم اللغات أي ان الفرد يتقن القواعد والنحو ولكن الخلل في التحدث باللغة والفرق الموجود في اللغات بين الشمال والجنوب على ان الشمال يتواصلون باللغة ولكن في نطاق محدود كما انه لا يوجد رغبة في تعلم اللغات في الجنوب حيث ان في الشمال هناك رغبة في التعلم بحكم وجود المنافسة وفي الجنوب اخر اهتمام الطالب بعد الباكالوريا ان يدرس اللغة الاجنبية

الطلبة يجدون صعوبة في التعبير الكتابي لانهم لا يملكون رصيدا لغويا

 ومن جهته أضاف عبد اللاوي عبد الله ان الوزارة المكلفة وضعت فقط برامج للتدريس ولكن الطريقة منعدمة وهناك فرق كبير بين التعليم القديم والحديث وماهو ملاحظ ان الاجيال القديمة تتحدث اللغات بطريقة سليمة ويجب على الاستاذ ان يقدم الدروس بحب وليس فقط من اجل انهاء البرامج ومما يلاحظ حاليا عند الطلبة يستطيعون الاجابة على القواعد وبكل بساطة ولكنهم يجدون صعوبة بالغة في التعبير الكتابي لانهم لا يملكون رصيدا لغويا كاف

يجب تدارك الضعف القاعدي يواجهه التلميذ منذ الطور الاول

 كما أوضح بيزيد يوسف على أن  عوامل الضعف هي عوامل بيداغوجية بالإضافة الى  المناهج والتقنيات المستعملة تتعلق بالبيئة المحيطة ويجب تكييف المناهج التي تناسب مواد تصويرية وتعليمية  و ترغيب التلاميذ لهذه المادة التي تساعدهم في اكتساب اللغة. كما انه لما ينشأ مركز للتعليم  المكثف للغات يتطلب امكانيات ووسائل وأهم نقطة يهتم بها هي عملية التواصل والتحسيس بمدى اهمية هذه اللغات خاصة في الوقت الحالي لأنه عندما ترتبط اللغة بفتح آفاق للمستقبل للطلبة مثلا في مجال العمل والتوظيف ستولد لديهم رغبة كبيرة في الاكتساب حيث ان هناك ضعفا قاعديا يواجهه التلميذ منذ الطور الاول حيث يجب التركيز على المادة وذلك برفع معاملها في كافة المستويات والملاحظ ان التلاميذ الذين يدرسون علوما تجريبية لا يهتمون باللغة الاجنبية ومنهم من يطمح ان يكون طبيبا متناسين اللغة حيث يجب التكثيف على أهمية اللغات

 كما أشار قدودة مبارك الى ان الادارة تساهم بشكل كبير في تدني مستوى اللغات لانهم يزجون بالمستخلفين في التعليم القاعدي وهو مشكل عويص لا يمكن تشخيصه فمثلا تجد مختصا في علم النفس يدرس لغة فرنسية وهذا اكبر خطر كما ركز على المتحف المدرسي  الذي يشارك فيه التلاميذ بلعبهم واشيائهم لانه يعد بنكا فعلى المدرس ان يقدم الشيء الذي يتحدث عليه للتلميذ حتى يلحظه وبالتالي يرسخ في ذهنه وخاصة التركيز على المحادثة لأنها تعتمد على السمع والنظر

تعلم اللغات أكثر من ضرورة حتمية للتفتح على العالم

واضاف عبد اللطيف خالد وصيف ان الاخطاء عموما في تعلم اللغات يجب تشخيصها    حتى  التشديد على قضية الأخطاء يجعل الطالب والاستاذ في تقوقع وهذه اكبر العوائق في تعلم اللغات وضرب الطاهر القدة مثلا بدولة الصين التي اصبحت مكتفية بنفسها اما بالنسبة للجزائر يجب ان تكون منفتحة على العالم لان بحاجة الى ذلك لأنها تستورد كل شيئ وكل معاملاتها مع الخارج والتفتح على الخارج اكثر من ضرورة حتمية لاننا نحن من في حاجة اليهم وليسو اهم بحاجة الينا،فرغبة الجزائريين الآن وانفتاحهم على اللغة الانجليزية اكثر من الفرنسية له جانب تاريخي وهو الكره لهذا الاستعمار واضاف بيزيد ان الاستعمار والجانب التاريخي فشعب المغرب العربي ككل يتعاملون باللغة الفرنسية والمفروض لتطوير اللغة الفرنسية والانجليزية هو الابتعاد على الجانب السياسي ونتعلمها كلغة فليس الانجليز من يتكلمون الانجليزية فالكثير من الشعوب تتعامل بها وهي اللغة الاولى في التعامل في العالم وفي التداول الاقتصادي والتجاري وحتى في جوانب اخرى والمستوى العام المتدني على مستوى اللغة الفرنسية في التعليم الثانوي والمتوسط  لايدرسون اللغة بسبب المستعمر هي مبررات واهية  ولابد لها ان تسقط كما انه لابد من تحديث المناهج وطرق التعلم عن طريق الوسائل الحديثة

 إبراز دور المدارس الخاصة و المركز المتخصص في تكثيف اللغات  

ابرز قدة محمد الطاهر دورا في سد الثغرات التي يعاني منها الطلبة في المجال اللغوي لخلق محفزات وترغيبهم في الطلبة وتنظيم المعلومات التي عندهم وتهيئتهم لان الطلبة يأتون بمستويات  اجتماعية وثقافية مختلفة لتمهيد  بناء لغوي شامخ وهكذا يكونون في نفق اللغة من جديد ووصول المدارس الى الاهداف او لا فهذا مرتبط بالبرامج و احترافية الاساتذة ونبض الشارع يعكس مدى استيعاب وتحول وتغيير البناء الداخلي ومدى الحركية والمبادرة وتغيير سلوكاتهم اتجاه اللغة حيث أن  هناك تحسنا كما أن  هناك ركودل.

المركز المتخصص في تكثيف اللغات له الحق القانوني في منح الشهادة عكس المدارس الخاصة

 واكد قدودة مبارك  على أن دور المدارس الخاصة اصبح علاجيا واضاف جوادي نور الدين  أن المركز المتخصص في تكثيف اللغات يحاول ان يوفر فضاء لغويا لإعطاء ثمار وبأحدث المناهج حيث انه مركز جديد تم تأسيسه مؤخرا ويهدف الى انفتاحه على محيطه مع وجود جمهور واسع تحذوه الرغبة في تعلم اللغات حيث سينفتح على اللغات الستة المتفق عليها من قبل هيئة الامم المتحدة اضافة الى اللغة التركية بحكم التوجه التجاري في الفترة الحالية حيث يوفر الاطار القانوني ففي المدارس  الخاصة ليس لها الحق في منح الشهادة لكن بالنسبة لمركز تعليم اللغات المكثف وهي شهادة اثبات المستوى وهو مكمل للمدارس الخاصة أي يمكن للشخص ان يدرس في المدارس الخاصة ويقوم بالامتحان النهائي في المركز وله طابع حكومي حتى في التعامل مع السفارات  حيث سيعتمدون فيه على البرامج الخاصة بالتكوين واضاف عبد اللطيف خالد وصيف ان هناك اشكاليتين في تعليم اللغات وهي الرغبة والتعلم التي تستدعي تحليلها والمشكل ليس فقط في البرامج لان الآن الثورة المعلوماتية ونفسية الطالب بالإضافة الى الاستاذ كيف يدرب الطالب على اللغة والمركز يركز على الاشخاص المؤهلين لتعليم هذه البرامج بأحدث الاساليب ومن يستطيع ان يقدم قيمة مضافة فالمركز مفتوح له حيث اشاروا الى ان فيه برنامجا كبيرا لتعليم العربية للعرب المقيمين في الخارج وللأجانب  المقيمين هنا منهم الكوبون والصينيون حيث ستكون الانطلاقة الفعلية مع بداية الموسم الجامعي القادم والهدف اولا هو فتح هذا الفضاء

بختة بلرامضة

زر الذهاب إلى الأعلى