منار معمري المتفوقة في شهادة البكالوريا دورة جوان 2024 في حوار لـ”التحرير”:
منار معمري المتفوقة في شهادة البكالوريا دورة جوان 2024 في حوار لـ“التحرير“:
لم أتلق أيّ دروس خصوصية طوال حياتي الدراسية
– النّجاح مرتبط بالدراسة والجد والاجتهاد يبقى التوفيق من الله سبحانه وتعالى
– الإرادة و المستحيل ضدّان متغالبان و الرغبة في تحقيق الطموح من أسس التفوق
حاورها / أ . لخضر . بن يوسف
في نهاية كل عام دراسي تظهر نتائج شهادة البكالوريا بعد طول انتظار ، نفذ فيه صبر الطلاب لمعرفة ما إذا كافأتهم النتائج أم خيبت آمالهم ، تطل لتكون مرآة عاكسة لما قدمه الطالب خلال مشوار دراسي طويل . تطل لتفي الكادّين المجتهدين حقهم ، كل على قدر اجتهاده .
منار معمري(من مواليد 21/12/2006 بعين الحجل ) ، طالبة اجتهدت طوال مشوارها الدراسي لتنال شهادة البكالوريا ، بمعدل 16.67: شعبة لغات أجنبية .عبرت عن سعادتها بالنجاح والحصول على هذا النجاح والتفوق ، متقدمة ببالغ الشكر والتقدير لأسرتها على ما قدمته لها من توفير الأجواء المناسبة للدراسة، وكذلك جميع معلميها وأساتذتها وإدارات المؤسسات التي أمضت فيها سنوات من التعلم وحصد المعرفة والذين لم يبخلوا عليها بشيء في سبيل الوصول إلى هذه النتائج المشرفة.
لم يكن لقائي معها عاديًا أو بسيطًا ولم يكن حديثها معي اعتباطيًا، فقد كشفت طاقة الأمل وموجات الثّقة بالنّفس العالية التي نحت الزّمن علاماتها في مخيلتها وفي تقاسيم وجهها المفعمة بالحياة.تتحدث الطالبة المتفوقة عن ظروف الدراسة والتحديات التي واجهتها وكيفية تجاوزها، إضافة إلى رغباتها الدراسية والتخصص الذي تطمح إليه خلال مسيرتها الجامعية وحياتها المقبلة، مقدمة بعض النصائح لزملائها وزميلاتها في المرحلة الثانوية ، مؤكدة أن تنظيم الوقت والدراسة المنتظمة منذ بداية العام الدراسي والتواصل مع المدرسين والسؤال عن أي معلومة يشوبها الغموض أو عدم الوضوح وغير ذلكمن أهم عوامل النجاح، متمنية مواصلة النجاح والتميز في مسيرتها الجامعية وحياتها العلمية والعملية وتحقيق ما تطمح إليه لخدمة نفسها ووطنها ، ولمعرفة أكثر تفاصيل كان هذا الحوار .
التحرير:من المعروف أن فرحة البكالوريا تفوق كل وصف، فكيف بفرحة التفوق فيها ، حديثنا عن هذا؟
أولا، الحمد لله لولا نعمته وكرمه ورحمته ما كنت لأتفوق وأحقق هذا النجاح – ولأكون صريحة لم أكن أتوقع هذا المعدل – التفكير بأنني حققت هذا المعدل يشعرني بالسعادة والفخر خاصة لعائلتي التي كانت دوما دعما وسندالي.. يعني أن الجو الأسري ساعدني كثيرا، كذلك والدي معلم ومربي مكون بالابتدائي صراحة يا لها من فرحة وسعادة أن تسمع زملاءك وأهلك يقولون إنك فخر لعائلتك وبلدتك ويالها من بهجة أن ترى أناسا منحولك يفرحون بشهادتك وكأنها شهادتهم.
التحرير:حدثينا في كلمات عن مشوارك الدراسي الطويل وأهم ما ميزه من أحداث ؟
بتوفيق من الله كنت من المتفوقين في شهادة التعليم الابتدائي وبأعلى المعدلات ” 9.40 ” بابتدائية الشهيد بن يطو ابراهيم ، وفي المتوسط تمكنت من أن أحقق معدلات أفضل، فالفضل كله لله ، لم يمض فصل إلا دعوت الله أن أحقق المعدل الذي تمنيته ولما كان الله سميع مجيب الدعاء كان دائما يجيب دعائي وبالطبع الدعاء وحده لا يجلب النجاح ،فالأخذ بالأسباب والمتمثل في الاجتهاد والمثابرة والحفظ، تحصلت على معدل 13.68في امتحان شهادة التعليم المتوسط بمتوسطة المركزية سابقا حملاوي بولعراس حاليا وعند انتقالي إلى ثانوية الشيخ عمر المختار زادت إرادتي وعزيمتي أكثر للنجاح والاجتهاد وبفضل الله تمكنت من النجاح في شهادة البكالوريا دورة 2024 بمعدل 16.67. لقد حققت تفوقا ونبوغا منذ الصغر، حيث كنت دائما ما أحصل على علامات ومعدلات متفوقة من المرحلة الابتدائية مرورا بالمتوسط وأخيرا في شهادة البكالوريا 16.67، حيث كنت أنتظر أن أنجح نظرا للمعدلات المحصلة طيلة مشواري الدراسي، لكني ما توقعت اعتلاء الرتبة الثالثة على المستوى المحلي ، وهذا يشرفني ويشرف عائلتي وأقاربي ومدينتي.
التحرير:يشترك المتفوقون في النتائج الممتازة بالرغم من اختلافهم في طريقة التحضير كيف كان ذلك معك ؟
كان لدي نظام بسيط جدا وعادي عكس الكثيرين ،باشرت التحضير لشهادة البكالوريا منذ العطلة الصيفية الماضية في منتصف شهر جويلية، انطلقت في دراسة المواد الأساسية الأدب والفرنسية والإنجليزية والاسبانية و عندما بدأ العام الدراسي الجديد وجدت نفسي متمكنة في الكثير من النقاط وذلك لأنني استغليت العطلة الصيفية في معالجة مواطن الضعف لدي ، لا أخفيك سرّاكنت أدرس لفترة طويلة حوالي 13 ساعة في اليوم لقد كنت أدرس بشكل مستمر ولم أكن انقطع عن الدراسة لفترة طويلة ذلك لأن الانقطاع يؤثّر سلبا ويجعلني أنسى ما قمت بجمعه من معلومات . بالنسبة لمواد الحفظ ، ركزت عليها منذ البداية أي أنّ كلّ درس يقدّم إلينا أقوم بحفظه تماما في يومه .. لم اتبع برنامجًا محددًا ، بل كانت أدرس ” بذكاء”، نظام التحضير عندي كان يتغير حسب الظروف ، الأهم أني لم أعمل فقط على المواد الأساسية بل الثانوية مهمة جدا أيضا .
التحرير:الدروس الخصوصية ،رأيك فيها، وما مدى استفادتك منها ؟
كنت مواظبة على حضور دروس القسم ، خاصة أني أعتمد بشكل كلي على ما يقدمه لنا الأساتذة..لم أكن مهتمة جدا بالدروس الخصوصية ، ولم ألجأ إليها يوما في حياتي ، أمّا عن رأيي فيها فهي بالنسبة لي مضيعة للوقت وإهدار للطاقة وتشتت الذهن والتركيز ، أرى أنه لا يجب على التلميذ أن لا يأخذ دروسا خصوصية لأنه بذلك سينهك نفسه كثيرا. فالوقت الذي يكون بالبيت يستغله الطالب خير بألف مرة من الدروس الخصوصية .
التحرير: بصراحة ما هو سر نجاحك وتفوقك ؟
عنواني التميز والتألق، ودائما اجتهد من أجل أن أكون الأفضل ولا أنكر أبدا فضل الأساتذة من الابتدائي إلى المتوسط إلى الثانوي ، حيث كان لهم الدور الكبير في نجاحي وهذا بفضل نصائحهم ودعمهم المتواصل لي .
سر نجاحي هو معادلة بسيطة تمثلت في ايماني بالله سبحانه وتعالى وشغفي الكبير لتحقيق حلمي والوصول إلى المراتب العليا وثقتي بنفسي .. الاجتهاد والمثابرة والدعم المعنوي من طرف عائلتي واعتمادي على نفسي دون اللجوء إلى الدروس الخصوصية .
الحمد لله على كل ما وهبنا ، فأنا و الحمد لله هدفي في الحياة التفوق ، لأنه عندما يهبنا الله هبة علينا الانتفاع منها ، لذا فحلمي كان منذ نعومة أظافري و مازال يكبر و ينمو في أعماقي كلّما سار بي قطار العمر .
وفي لفتة تدل على روح الوفاء والعرفان فضلت النجيبة ” منار” إهداء نتيجتها لأستاذها ومعلّمها الأول في اللغة العربية المربي عكرافي محمد واللغة الفرنسية شبابحي حسين رحمه الله وعائلتها، دون أن تنسى شكرها الكبير لأستاذاتها في الثانوية ” لعرفاوي دليلة أستاذة اللغة العربية ، معمري سعاد أستاذه اللغة الفرنسية عامر خولة أستاذة الإنجليزية : ” التي قالت بأنهن وقفن معها وشجعنها لمّا كانت تمرّ بحالات القلق والتوتر ، ولم تنس منار كل أساتذتها الذين قالت عنهم ” أسعدهم نجاحي وتفوقي ” ، اعتزاز أساتذتي بي يشعرني دوما بالفخر والاعتزاز .
التحرير:ما التخصص الذي تريد أن تدرسه منار في الجامعة وما هي طموحاتها في المستقبل ؟
أملك شغفا غير محدود لتعلم اللغات الأجنبية ، أمّا التخصص الذي أريده هو بكلّ وضوح التعليم العالي من خلال المدرسة العليا للتعليم الثانوي في الانجليزية يبقى اختياري الأول ،و في نفس الوقت أسعى وأطمح للتمكن من اللغة الاسبانية في أكبر المعاهد لما لا لأطوّر من نفسي وقدراتي . طموحي مستقبلا أن أكمل دراستي بالتفوق والتميز وأعود بشهادة عليا في مجال تخصصي ، وأن يكون لي دور مهم ، وأن أنفع مدينتيوأبناء وطني.
التحرير:ما مدى تأثير دعم الأولياء ومحيط الطالب على نتائجه، وكيف كان الحال بالنسبة لك؟
دعم الأولياء مهم جدا، فهو السند المعنوي والمادي يستطيع إخراج أفضل ما بالإنسان ودفعه إلى العمل الجاد والمثابرة، وبالتالي تحقيق نتائج باهرة بالنسبة لي. كان لي الحظ بوجود والدين حريصين معي ، وفّروا لي جميع شروط العمل بكل راحة، كان لي في الحظ العيش مع أسرة داعمة ، تلقيت الدعم المعنوي والمعرفي من جميع الأساتذة الذين شجعوني كثيرا، لذا أتوجه إليهم بالشكر الجزيل.
التحرير:ما هو دور الأساتذة معكم ؟
لا تسعني الكلمات لأعبر عن مدى محبّتي لأساتذتي و شكري لهم ، فقد سهّلوا لنا كيفية استقبال المعلومات و أمدّونا بما فيه نفعنا في تحصيلنا العلمي و تفوقنا بل في بعض الأحيان كانوا يسهبون في شرح بعض الأفكار و المعلومات حتى و إن كانت من خارج الكتاب حتى ترسخ في ذهن الطالب ، إضافة إلى اعتمادهم على الأسئلة ذات المنهجية المختارة بدقة من حيث صعوبة الأسئلة ( في بعض الأحيان ) و التدقيق الشديد في الإجابات.
التحرير:هل لك أن تقدمي للمقبلين على البكالوريا الموسم المقبل مجموعة من النصائح أملا أن تكون عونا لهم في اجتياز شهادة البكالوريا ؟
أولا أقول لهم لا داعي للقلق بما أنكم وصلتم إلى هذا المستوى من التعليم ، فأنتم حتما أهل لنيل الشهادة وأنصحهم بالعمل ثم العمل ثم العمل. وهذا دون كلل وملل لأنه لا سرّ للنجاح سوى العمل والاعتماد على البحث والمجهودات الشخصية وعدم فقدان الأمل وتقوية العزيمة والتمسك بالهدف حتى آخر لحظة ، وكذلك التواضع وعدم الغرور، وبالتالي عدم التردد في طرح الأسئلة على الأساتذة أو الزملاء.
انصح جميع الطلاب أنهم يتوكلوا على الله سبحانه وتعالى ويضعون مخططا يسيرون عليه طوال مشوارهم الدراسي وأن يضعوا أهدافهم نصب أعينهم . وأن لا يتراجعوا أبدا عن الاجتهاد والمثابرة ، وأن لا يتركوا الدروس تتراكم لابد عليهم من الدراسة من أول دقيقة حتى لا يصعب عليهم الأمر ويعجزوا في منتصف الطريق.
اجتهدت النجيبة “منار” وثابرت ونجحت بعقل يفكر ، يخطّط ، ينفّذ . بهذا الإنجاز التربوي تحوّلت ابنة مدينة عين الحجل إلى أيقونة للإرادة والتحدي والتفوّق في كل المنطقة بفضل ثقتها في نفسها و الدعم الذي لاقته من جميع المحيطين بها في العائلة والمحيط المدرسي وهي الآن تحلم باستكمال مشوارها الجامعي في المدرسة العليا للأساتذة للتعليم الثانوي تخصّص انجليزية ، وتمنّي النفس بأن تمتهن ما يصلح أحوال الناس وتتطلّع إلى مستقبل مشرق .