B الواجهةفوروم التحرير

8 ماي مجازر ضد الانسانية وسبّة أبدية لفرنسا الجزائر قامت بثورة حقيقية لم تحقق الآمال المرجوة

مجزرة إستعمار الفرنسي

الفرووم السابع  عشر

تنشيط العربي بريك

تحرير  / لمياء سمارة/ أسماء علي

تناول  فرووم  التحرير هذا الأسبوع  لذكرى  مجازر  8 ماي  1945  المرتكبة في حق الشعب الجزائري   من خلال طرح موضوع ” جرائم الاستعمار والاشكالات العالقة في تاريخنا الثوري”. وقد تركز النقاش على طرح ثلاثة محاور  رئيسية هي  جرائم 8 ماي نموذجا،  تلفيق التهم والاغتيالات، وارشيف الثورة الجزائرية. وشارك في اثراء النقاش ضيوف  الفرووم الاستاذ  المجاهد ابراهيم الساكر  والاستاذ علي بوصبيع  باحث في تاريخ الحركة الوطنية في سوف والاستاذ  ميهي  عبد القادر كاتب ومترجم ومهتم بالتراث الوطني وابن شهيد.

جرائم 8 ماي هيأت الظروف لقيام الثورة

 الأستاذ علي بو صبيع :

 الأسباب الرئيسية لحوادث 8 ماي  هي  الصدمة الكبرى باحتفال الجزائريين  بانتصار الحلفاء وبالتالي  عاود الأمل الجزائريين بالاستقلال الموعود به من قبل فرنسا قبل نهاية الحرب العالمية. ولكن  رأى الجزائريون  أن فرنسا بدأت   تنكث بوعودها  وتأكد هذا بالتحضير للاحتفال بالانتصار  ضد  الألمان حيث بدأت فرنسا  تهيئ الأجواء للتراجع عن وعودها إزاء الجزائريين وشروعها في ضرب حركة أحباب البيان والحرية زيادة عن أن  الجزائريين كانوا يعيشون المجاعة وأسوأ الظروف وبالمقابل كانت فرنسا تعيش  حياة الرفاهية  وهو ما اثر في عموم الشعب  وجعله يثور بعد التأكد من كذب فرنسا ونكثها لوعودها.

وتتلخص نتائج   ماي  تتلخص في شعور الشعب بالخزي لما فعلته فرنسا، يأس الجزائريين من المطالبة بالحقوق والإصلاحات ، عدم الجدوى من الانتفاضات غير المسلحة  للمطالبة بالاستقلال  وبروز الحل في خوض ثورة بالسلاح والتحضير بشكل سري للثورة .هذه الاسباب ونتائجها هي التي استغلت  للقيام بالثورة . لو عدنا لمحاضر المجلس الوطني للثورة كانت الاهداف ثورية بحتة  فما حدث بالجزائر ثورة حقيقية والثورة تعني القيام بثورة للتغيير والثورة على الظروف الصعبة  وعدم  استفادتهم من ممتلكاتهم  وحرمانهم حتى من الاجور نتيجة لعملهم عند المعمرين   والتجويع  وهناك شهادات لمجاهدين كانوا يعطون بطاطا الخنازير وهي مظاهر للذل داخل وطن  مستلب فالثورة قامت لتصحيح تلك المظالم فهي اذن ثورة وليست حربا وبالرغم ان التغيير المنشود لم يأت الا تدريجيا ولكنها تبقى ثورة  رغم الانشقاقات الكبرى التي حدثت في الثورة بعد مؤتمر الصومام وسير الجزائر حينها عبد الرحمان فارس الذي اقترحته فرنسا ووافقت عليه الجمعية السرية ومؤتمر الصومام اكبر كارثة عرفها تاريخ الجزائري ووضع  الشقاق بين الثنائيتين المدني على العسكري والداخل على الخارج   وهو نظريا كلام قد يكون سليما  وأغلب من أسس لمؤتمر الصومام   لكن الثورة تركزت في الاوراس نظرا لتضاريس المنطقة .

الأستاذ ميهي عبد القادر:

جرائم  8 ماي هي مظهر لانتهاك حقوق الإنسان   وهي اكبر نموذج لما اقترفه الاستعمار في حق الشعب الجزائري ونحن في وادي سوف  لدينا مجزرة اقترفتها فرنسا في حق أحسن ما أنجبت المنطقة  وكانت في أفريل  1957 وهناك العديد من المجازر التي يجب علينا احياء ذكراها  كشعب وفاء للشهداء. إن اختلاف الرؤى   بين الأحزاب آنذاك مثال ما حدث  بين مصالي الحاج وبين مناضلي شباب مثل  بودة  وبوضياف وكانت هناك منظمة سرية في الوسط والتي قررت أن تقوم بالثورة.   والمعروف أن كل ثورة لها مبادئ وأهداف وبالرجوع لبيان نوفمبر  والثورة الجزائرية تعرضت لنكستين خرجت من سياقها العربي الإسلامي إلى سياق لائكي وهذا تجلى في مؤتمر الصومام  وجعلها في منعطف آخر.  عندما نتكلم عن حزب الشعب الجزائري لابد أن نرجع إلى المواثيق الأساسية التي أنشئ بها وكذا جمعية العلماء  واللذين اختلفا  في الأهداف. فالجمعية  اعتبرت نفسها خارجة عن النطاق السياسي على عكس حزب الشعب الذي تبنى العمل المسلح .

ما قمنا به ضد المستعمر تعرض لنكسات في  مؤتمر طرابلس ومؤتمر الصومام  وهو ما جعل الثورة لم تأت بالتغيير المنشود  ولو أن الحركة الوطنية هي من سيرت الثورة في تلك الفترة لأتت الثورة بثمارها المنشودة الذي كان يرفض مؤتمر الصومام هي الولاية الاولى نتيجة لتصفية إطارات أعدمت بعد المؤتمر في الولاية الأولى ومصطفى بن بولعيد الذي مات في ظروف غامضة في مارس 1956 والذي رفض أن يعقد المؤتمر لما اتصلوا به.

 المجاهد ابراهيم الساكر :

بعد العمل الإجرامي الذي قامت به فرنسا أدرك الجزائريون أن فرنسا لا يجدي معها العمل السياسي  وبدأوا  في تكوين الأحزاب السرية. فالاستعمار الفرنسي لما قام بالعمل الإجرامي قصد منه إطفاء أية فكرة للتحرر والاستقلال   وكان هناك العديد من الأحزاب منها حزب فرحات عباس الذي كان  يطالب بالمساواة بين الجزائريين والفرنسيين وجمعية العلماء المسلمين وحزب حركة أحباب البيان والحرية والذين طالبوا بالثورة على المستعمر كوسيلة وحيدة تأتي  بالاستقلال  بعد ما عاشوه من فقر وجهل وتجويع في عهد فرنسا الجائرة  وأدرك الجزائريون  أن الحل السياسي لا يجدي نفعا وان الحل هي الثورة ضد المستعمر الغاشم.

    كما  لكل حزب دور كبير في الثورة ولا ننقص من قيمة أي حزب  وكل حزب ساهم في التحضير للعمل الثوري  واستشهد من أفراد تلك الأحزاب الآلاف من الشهداء ولكن حزب الشعب هو من أدرك وأقنع الباقي بان فرنسا لا ينفع معها سوى العمل المسلح  ومصالي  الحاج هو ابو الحركة الوطنية وقضى فترة كبيرة في السجن ولم يكن رافضا للثورة بل رأى ان الوقت غير مناسب.

تلفيق التهم والاغتيالات أثناء الثورة

 المجاهد ابراهيم الساكر :

انا انقل لكم على لسان عبد الغني نوبلي  قال سألتهم  لماذا لا تسجنوهم فقال هم أفراد فتنة فنقتلهم ونعتبرهم شهداء وفي ظرف ساعتين من المحاكمة وكان 17شخصا  اعدموا بالرصاص  على حد روايات شهود العيان.  هناك المشاركون بالثورة والمتفرجون عليها ومنهم ضد الثورة  وهناك من الناس من يعرف كل خبايا الثورة ولكن أقصوهم جميعا  وهمش العديد من عملوا في الثورة وأخذ آخرون لم يشاركوا في الثورة مكانهم  وهناك العديد من الحقائق المخفية من تاريخ الثورة وخاصة تلك  الاحداث التاريخية التي شاركت فيها بعض الشخصيات  الجزائرية التي مازالت لهم علاقات لليوم مع فرنسا وهم من طلبوا من فرنسا عدم إعطاء أرشيف الثورة للجزائر حتى لا تكشف العديد من الحقائق.

عبد القادر ميهي :

حادثة وقعت مع مصطفى بن بولعيد تثبت التيار العربي الإسلامي أثناء الثورة في منطقة الولاية الأولى  وهي انه لما أتت فرنسا قرب مخابئ المجاهدين جاء احد المنبهين وتحدث بالشاوية وكادت تصير كارثة ومجزرة لولا لطف الله  نتيجة أن بعض المجاهدين لا يفقهون اللهجة الشاوية وأعطى حينها مصطفى بن بولعيد تعليمة بعدم تنبيه أي احد باستعمال اللهجة الشاوية 

 الاستاذ علي بوصبيع :

السلطة الحديثة هي وريثة القديمة وعليه فليس بالضرورة أن تفتح كل الملفات الشائكة  لا توجد إرادة حقيقية في كشف ما فعلته فرنسا وهو كلام على لسان المجاهد الفرنسي  نويل فافروليان  والكلام نشر بإحدى الصحف الوطنية أي انه يرى بان الجزائريين لم يكشفوا ربع الحقيقة عن ما فعلته  فرنسا لتورط العديد من الشخصيات التي طلبت بان لا تعطى ارشيفات الثورة للجزائرين والادارة التي تركتها فرنسا هي الإدارة لليوم وهي مد وشكل للدولة وهي إدارة موروثة  لليوم.

الكشف عن أرشيف الثورة قد يحدث البلبلة بسبب الحقيقة

ميهي عبد القادر: ليس هناك نية صادقة من المسؤولين في استرجاع الأرشيف لأسباب أنه إذ كشف عن محتوى الأرشيف سيحدث هذا فتنة وانشقاقات في صفوف الشعب الجزائري، وإذا كان حقا يجب علينا أن نسترجع الأرشيف الموجود لدى فرنسا فالأجدر بنا ترجمة الأرشيف المتوفر في أيدينا وهي كتابات الفرنسيين التي تملأ المكتبات الفرنسية حول تاريخ الجزائر، مثال ذلك كل الذين زاروا وادي سوف كتبوا عنها لماذا لا نترجمها. كما أومن بالاختصاص، كتابة التاريخ الجزائري لا بد أن يكتبه المؤرخون، المذكرات شيء جيد لكن التأريخ يحتاج إلى إمكانيات أكاديمية، وأدوات البحث العلمي فليس أيًا كان يمكنه كتابة التاريخ، والمذكرات تبقى شيئا شخصيا.

ابراهيم الساكر: لو أن أمانة المجاهدين في الولايات اهتمت بعد الاستقلال بأمر التأريخ للثورة وزارت كل قرية وذهبت للناس الذين لازالوا على قيد الحياة والذين حضظروا مباشرة للثورة، ودونت من عندهم لما وقعنا اليوم في مشكل كتابة التاريخ، كان من الممكن أن نسجل أغلب ما نريد معرفته.

ثورة حقيقية لم تحقق الثمار والآمال المنشودة

 علي بوصبيع : يجب علينا جلب الوثائق من فرنسا ما استطعنا من ذلك سبيلا لأنه كما أسلفنا أننا لا نعتمد على وثائق فرنسا فلا أحد يعترف على نفسه أنه أجرم وفعل وارتكب. لكن نأخذ الحدث والتحليل والقراءة يكون بنظرة جزائرية، وكذلك تنظيم الجمعيات لحوادث الثورة الكبرى لتوثيق الشهادات في كل أنحاء الوطن، وتنظيم التظاهرات في جميع المناسبات الوطنية حتى تبقيها حية وتمجيد الشهداء والأبطال والذين ضحوا وقدّموا للبلاد، بالإضافة إلى وضع النصب التذكارية في مواقع الأحداث والمعارك والاجتماعات، وتوثيق وتثبيت كل الأماكن التي لها علاقة بالثورة  والتاريخ الوطني. نحن نتحدث عن ثورة التحرير وتكوين الروح الوطنية التي نرى الآن أنها أصبحت ضعيفة لأن الناس لا يرون ثورة المجاهدين الذين حرروا البلاد بل يرون المسؤولين الذين نهبوا ثروات البلاد وبهذا أصبحوا يشككون في حرب التحرير هل هي حرب أم ثورة فقط بسبب النتائج التي نراها مجسدة في هؤلاء المسؤولين. لذلك نقول أنها ثورة حقيقة لم تحقق أملها المنشود الذي ينتظره الشعب.

 الاستاذ عبد القادر ميهي :

عندما تأكدت فرنسا أن الشعب الجزائري لن يرضى بالذل وهناك ثورة قادمة لا محالة، عمدت على تكوين البلديات والمستشفيات والمرافق العمومية في كل منطقة في الأراضي الجزائرية، ثم عينت فيها كل من هو عميل لها أو صاحب فكر علماني، وفي اتفاقية ايفيان اشترطت أن تبقى الإدارات كما هي ولا يستبعد العاملون فيها وهذه الخطوة كان لها أثر كبير في إحباط النتائج الايجابية للثورة وهذا ما فعل بالرئاسة أيضا وبقيت هذه الأطراف تحكم لحد الآن وهي ذاتها التي منعت تدوين التاريخ وتخاذلت عن استرجاع الأرشيف لما فيه من ملفات تفضح سوابقهم، والتي تستخدمها فرنسا للتحكم في الجزائر وهي التي أوصلتنا لهذه الحالة التي صرنا نبحث فيها عن تاريخنا.

ابراهيم الساكر:   يجب إرجاع الاعتبار للذين ضحوا من أجل هذا البلد لأن الشعب يسبهم ويقول أنهم هم المسؤولين عمّا تمر به البلاد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى